قوله تعالى: {يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير 16 يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور 17 ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور 18 واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير 19}
  · اللغة: المثقال: الزِّنَةُ، وهو مقدار يساوي غيره في الوزن، وأصله من الثقل، ومثقال ذرة، أي: زنته وثقله، قال الشاعر:
  وَكُلًّا نوافيه الجَزَاءَ بِمِثْقَالِ
  أي: بوزن.
  والعزم: العقد على الأمر، وتوطين النفس على فعله.
  والفخر: ذكر المناقب، فَخَرَ يَفْخَرُ فخرًا، وفاخره مفاخرة، وتفاخر تفاخرًا.
  والاختيال: مشية البطر.
  وغض بصره: إذا نقص النظر، وغض صوته: إذا نقص جهارته، وأصله:
  النقص، يقال: غَضَضْتُ الشيء فَتَغَضغَضَ، أي: نقصته فانتقص.
  · الإعراب: ومتى قيل: الهاء في قوله: «إِنَّهَا» ترجع إلى ماذا؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: أنها عماد الضمير على شريطة التفسير.
  الثاني: أنها كناية عن الخطيئة أو الفعلة، أي: تقتضي الجزاء، والضمير في «تَكُ» يرجع إلى الخطيئة أو السيئة.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ} في النضر بن الحارث حين زعم أن الملائكة بنات الله.