قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 21 ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور 22 ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور 23 نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ 24 ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 25}
  · اللغة: الاتباع والاقتداء والاحتذاء نظائر، وهو طلب موافقة قول الشارع في قوله وفعله.
  والسعير والوقود واللهب نظائر، وأصله سَعَّرْتُ النار: أججتها وسَعَرْتُهَا.
  والعُرْوَةُ الوثقى: العهد الوثيق، قال الأزهري: أصله من عُرْوَةِ الكلأ، وهو ما له أصل ثابت في الأرض من النسج والأرطي وغيرهما من الأشجار، وإذا كانت السنة قليلة المطر والبقول رعتها الماشية وعاشت بها. والعُرْوَةُ من النبات ضُرِبَ مثلاً لكل ما يُعْتَصَمُ به، ويُلْجَأ إليه. وقيل: هو من العروة للكوز يتمسك بها عند الشرب، وقيل: العروة من النبات يبقى له خضرة في الشتاء تتعلف بها الإبل حتى تدرك الربيع، يقال: لها عروة وعُلْفَةٌ، وقال الفراء: العروة من الشجر: ما لا يسقط ورقه في الشتاء مثل: الأراك ونحوه. والوثيق: الأحكام التي تمنع سبب الانتقاض، يقال: أوثقت البناء والأمر وغيرهما أي: أحكمته.
  · الإعراب: {أَوَلَو} استفهام والمراد التقرير، يعني: وإِنَّ الشيطان، عن الأخفش. قال أبو عبيدة: (لو) هاهنا محذوف: تقديره: أَوَكَان الشيطان.
  «وَلَئِنْ» يجاب عنه بالنفي مرة وبالإثبات أخرى، وقد جاء ذلك جميعًا في قوله:
  {وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ}[الحشر: ١٢] وإنما أدخل اللام في قوله: «وَلَئنْ»؛ لأنه دخل في خبره لام التأكيد وهو قوله: «لَيَقُولُنَّ» فأدخل في ابتدائه للتأكيد.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن ما اعتقدوا تقليدٌ لا عن حجة، فقال سبحانه: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ» على محمد، وهو القرآن، وشرائع الإسلام «قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ» فيه نفي واستدراك كأنه قيل: لا نتبع ذلك؛ بل نتبع «مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا» فقال تعالى: «أَوَلَوْ