قوله تعالى: {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين 7 ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين 8 ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون 9 وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون 10 قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون 11}
  قراءة العامة: {ضَلَلْنَا} بفتح اللام، وعن ابن محيصن بكسرها وهي لغة، وقراءة العامة: {ضَلَلْنَا)} معجمة، وقرأ الأعمش بالصاد غير معجمة [صَلَلَنا] أي: أَنْتَنَّا، وروي غيره عن علي، يقال: صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ: إذا أَنْتَنَ.
  · اللغة: السلالة: الصفوة التي تنسل من غيرها، قال أبو مسلم: وهو الشيء القليل يعصر من غيره، كالصبابة ونحوها.
  والمَهِين: الحقير، رجل مهين بَيِّنُ المهانة، وهو «فَعِيل»، وأصله من المِهْنَةِ، وهي الخدمة.
  و «ضَلَلْنَا» بفتح اللام وكسرها لغتان، وكل شيء غلب على غيره حتى يغيب فيه فقد ضل، وحقيقته: الذهاب، يقال: ضللت بعيري: إذا ذهب عنك، ثم يقال للهالك: ضل، أي: هلك.
  · الإعراب: يقال: بِمَ انتصب: «خَلْقَهُ»؟
  قلنا: على البدل من (كل) كما قال الشاعر:
  كَأَنَّ هِنْدًا ثَنَايَاهَا وَبَهَجْتَهَا ... يَوْمَ الْتَقَيْنَا عَلَى أَدحَالِ دَبَّابِ
  {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ} قيل: أراد الجنس، وقيل: هو مصدر سمع يسمع، كأنه قيل: جعلكم سامعين، فلذلك لم يجمع. و (البصر) اسم فجمعه.
  · المعنى: ثُمَّ أكد ما تقدم من دلائل وحدانيته، وعلامات ربوبيته، فقال سبحانه: «الَّذِي