قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون 21 ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون 22 ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل 23 وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 24 إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 25}
  · اللغة: الأدنى والأقرب من النظائر، يقال في الإغراء: هذا دُونَكَ، وهذا دون ذلك، أي: أقرب منه، وفي الحقير: هو دون، ولا يشتق منه فِعْلٌ، قال القتبي: دان يَدُونُ دَونًا: إذا ضعف.
  والمِرْيَةُ: الشك مع تهمة، امترى وتمارى، والتماري: المجادلة على مذهب الشك.
  · الإعراب: «مُنتَقِمُونَ» رفع لأنه خبر، تقديره: إنا منتقمون من المجرمين.
  · النظم: يقال: كيف يتصل ذكر موسى بما قبله؟
  قلنا: أراد كما آتيناك الكتاب فكذبوك آتينا موسى فكذبوه، ففيه تسلية له ووعيد لهم.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أن لهم عذابًا قبل عذاب الآخرة، فقال سبحانه: «وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى» أي: الأقرب، قيل: مصائب الدنيا ومِحَنُها، عن ابن عباس، وأبي بن كعب، وأبي العالية، والحسن، وإبراهيم، والضحاك. وقيل: القتل يوم بدر، عن عبد الله. وقيل: الحدود، رواه عكرمة عن ابن عباس. وقيل: الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا [الجيف] والكلاب، عن مقاتل. وقيل: هو عذاب القبر، عن مجاهد. وقيل: في وقت اليأس.
  ومتى قيل: على هذين التأويلين كيف يصح. قوله: «لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»؟
  قلنا: معناه أوعدهم به وأخبرهم لعلهم يرجعون، وقيل: هو القتل، وظهور الإسلام على رغمهم.