قوله تعالى: {هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا 11 وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا 12 وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا 13 ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا 14 ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا 15}
  مضاعف، يقال: زل، وزلزل غيره، وزلزلته زلزالاً أي: حركته وأزعجته، والزلزال عند العرب: الأمور الشديدة وتحرك الناس، وأصله زَلَّ، يقال: زَلَلْتُ في الطين زليلاً، وزل في الدين زللاً، وأزللته إزلالاً وزَلَّة: إذا اتخذت عنده يدًا، ومنه الحديث: «مَنْ أزِلّتْ إليه نعمة فليشكرها».
  والغرور: إيهام المحبوب بالمكروه، غَرَّهُ يَغُرَّهُ فهو غارّ، والغَرور: الشيطان.
  والمقام: يكون موضع الإقامة، ويكون مصدرًا، يقال: أقام بالملك إقامة ومقامًا بفتح الميم وضمها، ومنه {دَارَ الْمُقَامَةِ}[فاطر: ٣٥] أي: دار الإقامة، وسميت القيامة لقيام الخلق من قبورهم، فأما بضم الميم فمعناه: الإقامة فقط.
  والعورة: كل شيء يتخوف منه في ثغر وحرب، ومكان مُعْوِرٌ: يُخاف منه القطع، والعُوارُ: الجبان، وجمعه: عواوير، ودار مُعورة، وذات عورة، وأعور فهو معور [وبيوت عورة]، إذا لم تكن حريزة، وكل مكان ليس بممنوع ولا مستور فهو عورة.
  والقُطْر: الناحية، والأقطار: الجوانب، يقال: طعنه فَقَطَّرَهُ أي: ألقاه على أحد شِقيُّه وقطراه: جانباه.
  · الإعراب: رفع «الْمُؤمنونَ» لأنه اسم ما لم يسم فاعله.
  و «زِلْزَالًا» نصب على المصدر. «شَدِيدًا» نعْتٌ له.
  و «غُرُورًا» نصب ب «وَعَدَنَا»، تقديره: وعدنا غرورًا، و «قَبْلُ»: مبني على الضم إلا عند الإضافة، فإذا أضفته فَتَحْتَ وكسرت.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} في معتب بن قيس وأصحابه، لما ظهر في الخندق صخرة فضربها رسول الله ÷ فقلع ثلثها، فقال: «أعطيت مفاتيح اليمن»، ثم