التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا 16 قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا 17 قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا 18 أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا 19 يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا 20}

صفحة 5714 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ يعقوب: «يَسَّاءَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ» بتشديد السين وممدودة مهموزة، وهو قراءة الحسن، وعاصم الجحدري، أي: يتساءلون، يعني: يسأل بعضهم بعضًا، الباقون ساكنة السين غير ممدودة.

  · اللغة: الفرار: الذهاب عن الشيء خوفًا، ونظيره: الهرب.

  والعصمة: المنع، وأصله: المنع، ومنه: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة: ٦٧] وأعتصم بكذا أي أتمسك به وأمتنع.

  والعوق: الصرف، عاقتني عنه عوائق، وعوائق الدهر: الشواغل، والمعوِّق:

  المُثَبِّط، والتعويق: التثبيط، ورجل عُوَقٌ وعُوَقَةٌ: يعوق الناس عن الخير، والعَوْقُ: الرجل لا خير فيه.

  والبأس: الحرب، ومنه قيل للفقير: بائس، بئس يبأس بأسًا: إذا اشتد.

  والشح: البخل مع حرص، شَحَّ شُحًّا بفتح الشين وضمها، ورجل شحيح وشَحَاحٌ، وزَنْدٌ شَحاَحٌ: لا يوري.

  هلم: تعال واقْرَبْ، ومنهم من لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه، ومنهم من يفعل ذلك.

  والسَّلْقُ: أصله الصوت، وسَلَقَ: صَاحَ، ومنه: خطيب مِسْلقٌ ومِصْلَقٌ، أي: فصيح، وسلقته بالكلام: أسمعته بالمكروه، ومنه: «ليس منا من سَلَقَ أو حَلَقَ» أي: رفع صوته عند المصيبة، وقيل: هو أن تصك وجهها، ومعنى حلق، أي: حلق رأسه وشعره عند المصيبة.

  والجُذَاذُ: جمع جَذِيذٍ، ونقيضه: الكليل.

  والأحزاب: الجماعات، واحدها: حزب، والحزب: القوم تجمعوا من مواضع.

  وبدا: نزل البادية [أو] صار فيه جفاء الأعراب، والبداوة: الخروج إلى البادية، وفتح الباء وكسرها لغتان.