قوله تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا 26 وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا 27}
  من صلى قبل ذلك، وحاصرهم، ثم حكّموا سعد بن معاذ، فنزلوا على حكمه على أن تقتل الرجال، وتسبى الذراري والنسوان، وتقسم الأموال، وتكون الأرض للمهاجرين دون الأنصار، فقيل له في ذلك، فقال: لكم دار وليس للمهاجرين دار، فقال ÷: «لقد حكم فيهم بحكم الله تعالى».
  وروي أن جبريل نزل معتجرًا بعمامة على بغلة ورسول الله ÷ يغسل رأسه، فقال: قد وضعت السلاح؟ قال: «نعم»، قال: ما وضعت الملائكة أسلحتهم منذ أربعين ليلة، وما رجعت إلى الآن عن طلب القوم، وإن الله تعالى يأمرك المسير إلى قريظة، وإني عامد إليهم، فقدم رسول الله ÷ عليًّا، فلما دنا من الحصن سمع مقالة قبيحة، فرجع وأخبر بذلك رسول الله ÷، فقال: «إذا رأوني لم يقولوا شيئًا»، فلمَّا دنا من حصونهم ناداهم: «يا إخوان القردة هل أخزاكم الله»؟ وحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، وفيهم حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، فنزلوا وأسلم بعضهم، وقُتِلَ مَنْ لم يسلم.
  وروي أنهم لما حكّموا سعد بن معاذ وكانوا حلفاء الأوس، وقبل ذلك حاصر بني قينقاع وهم حلفاء الخزرج وتكلم فيهم عبد الله بن أبيّ فوهبهم له، فقيل لسعد:
  أحسن في مواليك، فقال: قد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، وكانت به جراحة أصابته يوم الخندق في أكحله، فلما حكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذراري انفجر ومات، وقسم رسول الله ÷ أموال بني قريظة، وكان ذلك في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى حال اليهود الَّذِينَ نقضوا العهد، فقال سبحانه: «وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ» أي: عاونوهم «مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» يعني: من اليهود، واتفق أهل التفسير أنهم بنو قريظة، وقال الحسن: هم بنو النضير «مِنْ صَيَاصِيهِمْ» أي: من حصونهم «وَقَذفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ» أي: الخوف، قال ÷: «إنه تعالى بعث جبريل إلى بني