قوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما 31 يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا 32 وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا 33 واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا 34 إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما 35}
  قلنا: الأخبار مختلفة فيه، فالرجوع إلى ظاهر القرآن أولى، على أنه لا يمتنع أن يكون الجميع مراده.
  ومتى قيل: إن بعض أزواجه حدثت منها المعاصي بعده؟
  قلنا: إنه أراد التطهير لنفي التنفير، وذلك مختص بحال حياته.
  ومتى قيل: نحن نرى في أهل بيته من هو مرتكب الكبائر؟
  قلنا: قيل: أراد الخمسة: محمدًا صلى الله عليه، وعليا، وفاطمة، والحسن، والحسين، وجميعهم معصومون. وقيل: أراد أن جميعهم لا يعدلون عن الحق، وإجماعهم حجة لا آحادهم.
  «وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» من أدناس الجاهلية، قيل: بالأمن، وقيل: باللطف «وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى» يقرأ «فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ» يعني: القرآن «وَالْحِكْمَةِ» يعني:
  السنة، عن قتادة. وقيل: أحكام القرآن وتوابعه، عن مقاتل. وقيل: اذكرن ما يتلى بالعمل لا بالتلاوة «إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا» أي: عالمًا، وقيل: بلطف أموره «خَبِيرًا» عالمًا بالأشياء.
  ثم ذكر جميع النساء، فقال سبحانه: {إِنَّ الْمسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الَّذِينَ دخلوا في السلم من الرجال والنساء، وقيل: الَّذِينَ دخلوا في الإسلام (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).
  ومتى قيل: أليس عندكم الإيمان والإسلام واحد؟ فلم جمع بينهما؟
  قلنا: لاختلاف اللفظ والاشتقاق واختلاف فائدتهما في اللغة، والإسلام:
  الاستسلام والانقياد، والإيمان: التصديق.
  {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} يعني: المطيعين من الرجال والنساء الدائمين عليها، وقيل: أراد بالإسلام الانقياد، وبالإيمان فعل الواجبات، وبالقنوت النوافل {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} يعني: المخلصين {وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ} يعني: في