قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا 41 وسبحوه بكرة وأصيلا 42 هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما 43 تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما 44 ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 45 وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا 46 وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا 47 ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا 48}
  وعن جابر: لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا} الآيات، قالت الصحابة: هنيئًا لك يا رسول الله هذه المعارف، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}.
  · النظم: يقال: بما يتصل قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}؟
  قلنا: قيل: بقوله: {وَلكن رَّسُولَ اللَّهِ} فمنَّ عليهم به، فأمرهم أن يشكروه. وقيل:
  به وبما تقدم من النعم من أول السورة.
  ويُقال: كيف يتصل قوله: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ} بما قبله؟
  قلنا: تقديره: الغني عنكم يذكركم، وأنتم المحتاجون إليه فاذكروه، وقيل: عَدَّ
  نعمه، ومن ذلك صلاته عليهم، ثم ذكر نعمًا أخرى بالرسول وغيره.
  · المعنى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» قيل: هو باللسان بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلا، وقيل: بالقلب. وعن ابن عباس: لم يفرض الله على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا غير الذكر، فإنه لم يجعل له حدًّا، وأمرهم بذكره في الأحوال كلها. واختلفوا في الذكر الكثير، قيل: هو اعتقاد التوحيد والعدل وأنه واجب في جميع الأحوال لا يجوز تركه بحال إلا حال النسيان والنوم. وقيل: هو ذكر الله باللسان في عموم الأحوال والأمكنة والأزمنة في السر والعلانية. وقيل: الذكر الكثير: ألّا تنساه، عن مجاهد. وقيل: هو أن تكون على طاعته أبدًا لا تعصيه. وقيل: اذكروه بالرغبة إليه والرهبة منه والاعتصام به. «وَسَبِّحُوهُ» أي: نزهوه «بُكْرَةً وَأَصِيلاً» صباحًا ومساء، قيل: صلوا بكرة وعشيا، يعني: الصبح والعصر، عن قتادة. وقيل: نزهوه عما لا يليق به، عن أبي مسلم. وقيل: أراد بالذكر الكثير: الذكر في الصلاة بكرة وعشيًا، عن أبي علي قال: لأن الصلاة هي المختص بالأوقات والذكر وأنه يجب عليه، وسميت