قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما 56 إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا 57 والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا 58 ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما 59 لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا 60}
  والإرجاف: إشاعة الباطل، وأصلُ الرجف: الاضطرابُ، ومنه: {تَزجُفُ الرَّاجِفَةُ}[النازعات: ٦] يقال: رجفت الأرض، والبحر رَجاف لاضطرابه، وأرجف الناس بالشيء: إذا خاضوا واضطربوا فيه.
  والإغراء: التحريض على الشيء، أغراه. يُغْرِيهِ إغراءً.
  · الإعراب: قيل: {يُصَلُّونَ} فيه إضمار عن اسم الله وملائكته، وقيل: بل هو إضمار عن الملائكة دون اسم الله، وإن كان الله يصلي عليه؛ لأنه لا يجوز أن يجمع بينه وبين غيره؛ بل يفرد بالذكر للتعظيم، عن أبي علي. وقد روي عن النبي ÷ أنه قيل بين يديه: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فنهاه رسول الله ÷ فقال: «قل ومن يعص الله ورسوله».
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ} في علي بن أبي طالب، كان ناس من المنافقين يؤذونه، عن مقاتل.
  وقيل: بل نزل في شأن عائشة ومن رماها بالإفك.
  وقيل: نزلت في الزناة الَّذِينَ يمشون في طرق المدينة يبتغون النساء إذا برزن ليلاً، وكانوا يطلبون الإماء، عن الضحاك، والسدي، والكلبي.
  وقيل: بل هو عام في كل من رمى مسلمًا بغير ما فيه، عن مجاهد.
  وقيل: نزل قوله: {يُؤْذُونَ اللَّهَ} في تزوبج صفية بنت حيي.
  وقيل: المنافقين كانوا يتعرضون للنساء المؤمنات؛ لأنهن لم يتميزن عن الكافرات، فأمر الله تعالى بالستر بالجلابيب.