التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا 61 سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا 62 يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا 63 إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا 64 خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا 65 يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا 66 وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا 67 ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا 68}

صفحة 5769 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ الحسن وابن عامر ويعقوب: «سَادَاتِنَا» بالألف على الجمع وكسر التاء، الباقون: «سَادَتَنَا» بغير ألف وفتح التاء على واحدة.

  قرأ عاصم: {كَبِيرًا} بالباء، والباقون: «كَثِيرًا» بالثاء من الكثرة.

  قراءة العامة: {تُقَلَّبُ} بضم التاء وفتح اللام على الفعل المجهول. وروي عن أبي جعفر «تَقَلَّبُ» بفتح التاء واللام على معنى تتقلب، وقرأ عيسى بن عمر: «نُقَلِّبُ» بالنون مضمومة، «وُجُوهَهُمْ» نصبًا.

  · اللغة: ثقفوا ووجدوا وصودفوا نظائر، ثَقِفْتُهُ أَثْقَفُهُ ثَقْفًا.

  والسُّنَّةُ: الطريقة.

  والتغيير والتبديل من النظائر.

  والتقليب: تصريف الشيء في الجهات.

  · الإعراب: {مَلْعُونِينَ} نصب على الحال، تقديره: لا يجاورونك إلا في حال اللعنة، عن الأخفش. وقيل: على الذم على تقدير: اذكرهم ملعونين، وقيل: نصب على الصفة (قليل)، كأنه قيل قليلاً ملعونين.

  و {أَيْنَمَا} نصب ب {ثُقِفُوا}.

  {سُنَّةَ اللَّهِ} نصب على المصدر، تقديره: سَنَّ سنة، وقيل: تقديره: عليكم سنة الله على الإغراء.

  وذكّر {قَرِيبًا} وإن كان صفة للساعة، قيل: لأنه الوقت، وقيل: راعى المعنى دون اللفظ، وهو الوقت، وقيل: لأن تأنيثها ليس بحقيقي؛ إذ ليس من جنسها ذكر.

  · المعنى: ثم عقب ذكر المنافقين بوعيدهم، فقال سبحانه: «مَلْعُونِينَ» أي: مطرودين على وجه