التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير 1 يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور 2 وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين 3 ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم 4 والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم 5}

صفحة 5778 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر: «عَالِمُ» بالرفع على «ورَبُّ» فاعل على الاستئناف؛ لأنه حالَ بين قوله: {وَرَبِّي} وبين «عالم» كلامٌ. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: (عَالِمِ) بالجر ردًا على قوله: {رَبِّي}، وهو اختيار أبي عبيد. وقرأ حمزة والكسائي: (علَّامِ) بالجر والألف بعد اللام على وزن: فَعَّال، وهي قراءة ابن مسعود وأصحابه ويحيى بن وثاب والأعمش، قال الفراء: وكذلك رأيته في مصحف عبد الله.

  وقرأ الكسائي وحده: «يعزِب» بكسر الزاي، الباقون بضمها، وهما لغتان عَزَبَ يعزِب ويعزُب.

  قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ويعقوب: {أَلِيمٌ} بالرفع نعتًا للعذاب، الباقون بالكسر نعتًا للرجز.

  · اللغة: الحمد لله: وصف بالجميل، ونقيضه: الذم، ثم ينقسم فمنه ما هو أعلى، ومنه ما هو أدنى، فالأعلى: ما يقع على وجه العبادة، ولا يجوز ذلك إلا لله، والأدنى: ما يقع لا على وجه العبادة، والحمد يُستَحق بشيئين: أحدهما: بصفات حسنة، وثانيهما: بإحسان وإنعام.

  والإيلاج: إدخال الشيء في الشيء.

  والعروج: الصعود.

  وعزب عنه: بَعُدَ، ورجل عَزَبٌ: من العُزْبَةِ، بعيد من النساء، ويُقال: إبل عَزِيب للذي يذهب في المرعى بعيدًا لا يأتي إلى المنزل إلا بالليل، والمال الغائب عازب، وفي الحديث: «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عَزَّبَ» أي: بعد عهده بما ابتدأ منه، وأساء في تلاوته.