قوله تعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد 6 وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد 7 أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد 8 أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب 9}
  معجبين، ثم. بينوا أنهم افتروا، وقيل: بل هو من كلام الأتباع جوابًا لهم «أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا» هو استفهام، يعني: أهو كاذب فيما يقول أم هو مجنون لا يدري ما [يقول]؟ فرد الله تعالى عليهم، وقال: ليس بمُفْتَرٍ ولا بمجنون «بَلِ» هَؤُلَاءِ الكفار «الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ» أي: بالبعث «فِي الْعَذَاب» أي: سيصيرون إلى العذاب، وقيل: في سبب الَعذاب «وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ» قيل: الضلال: الجهل، قيل: في ضلال بعيد عن الحق، وقيل: في ضلال عن طريق الجنة والثواب، وقيل: في ضلال عن التخلص «أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَينَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ» أي: ألَمْ يروا أن السماء محيطة بهم «وَالْأَرْضِ» تقلهم حيث كانوا، فلا يقدرون على الخروج منها، وقيل: بالسماء والأرض أنعم عليهم أفلا يتدبرون؟ وقيل: أشار إلى من خسف به أو أهلك بسبب من السماء «إِن نَّشا نَخْسِفْ بِهِمُ الأرضَ» أي: نذهبهم فيها «أَوْ نُسْقِط عَلَيهِمْ كِسَفًا» أي: قطعًا «مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً» حجة على قدرته وعزته «لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ» راجع إلى ربه بالتوبة مقبل على طاعته تائب من ذنوبه، وخصه بالذكر؛ لأنه ينتفع به، وإنما ذكر دليل القدرة عند إنكارهم البعث لأنهم أوردوا الشبه في قدرته على البعث.
  · الأحكام: تدل الآية على عظم محل العلم والعلماء، ولا شبهة أنَّهم علماء أهل العدل؛ لأنهم وصفوه بما يستحقه، ونزهوه عما لا يليق به، ولم يشبهوه، ولا أثبتوا معه قديمًا، ولا أضافوا إليه فاحشة.
  وتدل على أن العالم بالتوحيد يجب أن يعلم النبوات والشرائع؛ ليعلم أن ما أنزل حق.
  وتدل على قدرته على الإعادة.
  وتدل على صحة الحجاج.