قوله تعالى: {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور 15 فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل 16 ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور 17 وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين 18 فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 19}
  قرأ حمزة وحفص عن عاصم: {مَسْكَنِهِمْ} بغير ألف ساكنة السين مفتوحة الكاف على الواحد، وهو قراءة إبراهيم النخعي، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي: «مَسْكِنِهم» بغير ألف، [والباقون: «مَساكِنِهم»]، على الجمع.
  قرأ أبو عمرو ويعقوب: «أُكُلِ خَمْطٍ» مضافًا غير منون، والباقون «أُكُلٍ» منونة، وقرأ ابن كثير ونافع: «أُكْل» ساكنة الكاف في جميع القرآن، الباقون بضمها.
  قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «نُجَازِي» بالنون مضافًا إلى الله تعالى، {اَلْكَفُوَرِ} بالنصب، واختاره أبو عبيد لقوله: {جَزَيْنَاهُمْ} ولم يقل: جوزوا، الباقون: «يُجَازَى» بالياء وفتح الزاي على ما لم يسَمَّ فاعله، «الكفورُ» بالرفع، والكسائي يدغم لام (هل) في نون (نُجازِي) بالياء، والباقون لا يدغمون.
  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «رَبَّنَا» بفتح الباء على وجه الدعاء، «بَعِّدْ». بغير ألف، وفتح الباء وتشديد العين وكسرها على وجه الدعاء من البُعْد، وروي نحوه عن ابن عامر. وقرأ يعقوب: «رَبُّنَا» بضم الباء، «بَاعَدَ» بالألف وفتح الباء والعين والدال مخففة على الخبر، وهو قراءة محمد بن الحنفية، واختيار أبي حاتم، استبعدوا أسفارهم، ولم يسألوا أن يباعد بين أسفارهم، وروي عن يعقوب: «بَعَّدَ» بفتح الباء والعين والدال من غير ألف ويشدد العين في معنى (بَاعَدَ)، وذكره يعقوب عن يحيى بن يعمر، وروي عن ابن عباس الوجهين اللذين ذكرناهما عن يعقوب. وقرأ الباقون: «(رَبَّنا» بالنصب على الدعاء، «بَاعِدْ» بالألف.
  · اللغة: العَرِمُ: المُسَنَّاةُ التي تحبس الماء، واحدها: عَرِمَة، أخذ من عَرَامَة الماء، وهو ذهابه كل مذهب، وقيل: العرُّم: الشدة، والعَرَامَة: الشدة والقوة.
  والخَمْط: كل نبت قد أخذ طعمًا [مرًا لمرارة]، حتى لا يمكن أكله، ومنه: تخمط البحر.
  · الإعراب: {بَلْدَةٌ} قيل: رفع، لأنه خبر ابتداء محذوف، أي: هذه بلدة، وقيل: تم الكلام عند قوله: {وَاشْكُرُوا لَهُ} ثم ابتدأ: {بَلْدَةٌ}، وقيل: تقديره: بلدتكم بلدة.