قوله تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون 37 والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون 38 قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين 39 ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون 40 قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون 41 فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون 42}
  بالكسر مضافًا إليه، وإنما أضاف الجر إليه لأنه عرف الضعف بالألف واللام، والتعريف يكون للمعهود، والضعف هو قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: ١٦٠] وهو المعهود، فأضاف إليه، وقرئ بضم ألف «جَزَاءٌ» ونصب «الضِّعْفَ» على تقدير: أولئك يجازون الضعف، فيكون الضعف المفعول الثاني من الفعل الذي لم يسم فاعله كقوله: أعطي زيد درهمًا، ويجوز في (جزاء) أربعة أوجه: الرفع، والنصب، والتنوين، وترك التنوين، وفي (الضعف) ثلاثة أوجه: الحركات الثلاث، إلا أن القراءة ما ذكرنا.
  قرأ حمزة: «الغُرْفَةِ» على واحدة، وهو قراءة الأعمش، الباقون: «الغُرُفَاتِ» على الجمع اعتبارًا بقوله: {مِنَ الجَنَّةِ غُرَفًا}[العنكبوت: ٥٨].
  قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «مُعَجِّزِين» بلا ألف وتشديد الجيم، الباقون بالألف، وقد بَيَّنَّا في سورة (الحج).
  قرأ حفص عن عاصم ويعقوب: {يَحْشُرُهُمْ} بالياء كناية عن اسم الله تعالى، وتقدم ذكره في قوله: {قُلْ إِنَّ رَبِّي}، ولأنه ذكر في قوله: {يَبْسُطُ}، {وَيَقْدِرُ} و {يُخْلِفُ}، الباقون على الإضافة إليه بالنون؛ لأنه أفخم.
  · اللغة: التقريب: من القُرْب، قَرَّبَ تقريبًا، وقَرَبَهُ مُتَعَدٍّ، وقَرُبَ يَقْرُبُ لازم، الأول:
  نحو صَدَقَهُ، والثاني: نحو كَرُمَ، والقربة: ما يتقرب به إلى الله تعالى.
  والزلفى: القربى، وهو مصدر، ومنه: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ}[الشعراء: ٦٤] أي: قربنا، وأزلفت الرجل: أدنيته، والزُّلْفَى والزُّلْفَةُ: الدرجة والمنزلة، ومزدلفة سميت بذلك لاقتراب الناس إلى مِنًى.
  والبَسْط: خلاف القبض، وبَسُط الرزق: إسباغه والزيادة فيه.
  والقدر: استواء الشيء بغيره من غير زيادة ولا نقصان.