قوله تعالى: {الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير 1 ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم 2 ياأيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون 3 وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور 4 ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور 5}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي: «هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرِ اللَّهِ» بكسر الراء من (غيرِ)، وقرأ الباقون بالضم، وعن بعضهم بالفتح.
  أما الرفع لوجهين:
  أحدهما: على التقديم، وتقديره: هل غير الله من خالق.
  الثاني: أنه عطف على محل (خالق)، وهو محل الرفع؛ لأن (هل) يرفع ما بعده.
  فأما الخفض فلعطفه على لفظ (خالق).
  وأما النصب فعلى تقدير: هل من خالق إلا الله.
  قراءة العامة: «الغَرُورُ» بفتح الغين، يعني: الشيطان، وعن ابن [السمال] بضمها، يعني: كل شيء يَغُرُّ، وقيل: الغُرور بالضم: ما يَغُرُّ ظاهرُهُ وفي باطنه مكروه.
  · اللغة: الفَطْرُ: أصله الشق، وفَطْرُ السماوات: خَلْقُها، وقيل: الفَطْرُ: ابتداء الشيء، ومنه: فَطَر نابُ البعير، عن أبي مسلم.
  · الإعراب: {مَا يَفتَحِ} شرط فهو جزم، فإذا حرك حرك إلى الكسر، ويجوز في الضم على معنى: الذي يفتح.
  {فَاطِرِ} كسر على معنى: الحمد لِفاطِرِ وجاعل.
  {أُولِي أَجْنِحَةٍ} هو نعتٌ للرسل.
  {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} لا ينصرف في معرفة ولا نكرة؛ لأنه معدول من اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.