قوله تعالى: {يس 1 والقرآن الحكيم 2 إنك لمن المرسلين 3 على صراط مستقيم 4 تنزيل العزيز الرحيم 5 لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون 6 لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون 7 إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون 8 وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون 9 وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 10}
  وَنَحْنُ عَلى جَوانبِها قُعُودٌ ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كَالْإِبِلِ القِمَاحِ
  والسُّدُ بالفتح: يكون فعل الإنسان، وبالضم يكون خلقه، ويقال: سد عليهم الطريق والأمر، ومنه: السِّدَادُ في العيش، وهو ما يسد به فاقته.
  · الإعراب: {يس} قيل: رفع بتقدير: هو يس. وقيل: جر بتقدير: وَرَبِّ يس؛ لأنه قسم.
  {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} يجوز فيه وجهان: الرفع على أنه خبر، تقديره: إنك على صراط مستقيم، والنصب على أنه حال للإرسال، كأنه قيل: أرسلوا مستقيمًا طريقتهم.
  {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} رفع على الابتداء.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ} الآية، في سراقة بن مالك بن جعشم، تبع النبي ÷ وقت الهجرة باستدعاء كفار مكة، فدعا عليه، فساخت فرسه، فسأله أن يطلقه على أن ينصرف عنه ولا يحاربه ولا يكثر سواد أعدائه، ففعل.
  وقيل: نزل في أبي جهل وأصحابه، كان حلف إن رأى محمدًا يصلي يرضخ رأسه، فرآه يصلي فأتاه بحجر يدمغه فلزق بيده فعاد إلى أصحابه، فقام رجل من بني مخزوم وقال: أنا أقتله بهذا الحجر، فأعمى الله بصره ورجع، ففيهم نزلت الآيات.
  · المعنى: {يس} اختلفوا فيه على قولين: فنهم من قال: ليس له معنى في نفسه، ومنهم من قال: له معنى.