قوله تعالى: {إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم 11 إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين 12 واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون 13 إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون 14 قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون 15 قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون 16 وما علينا إلا البلاغ المبين 17}
  القيامة، وهو عبارة عن ضيق المكان في النار، لا يجدون متقدمًا ولا متأخرًا سد عليهم جوانبهم. «فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ» في النار، وقيل: معناه: أنهم وإن انصرفوا عن الإيمان والقرآن ألزمتهم ذلك حتى لا يتخلصوا منه بوجه كالمغلول والمسدود عليه طريقه. وقيل: هو تشبيه، أي: كأن على أبصارهم غشاوة. «وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ» أي: لا ينتفعوا بإنذارهم، يموتون على الكفر، ولكن إنذارهم حجة عليهم.
  · الأحكام: تدل الآية على حدث القرآن من حيث وصفه بأنه منزل.
  وتدل على جواز خلو الزمان من نبي وإمام، حيث وصف بأن آباءهم لم يأتهم نذير، فيبطل قول الإمامية.
  وتدل على أن الحق يكون مع الأقل، فيبطل احتجاج الحشوية بالكثرة.
  وتدل على ذم القوم، وأنهم كالمغلول والمسدود عليه.
  وتدل على أن الإيمان فعلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ١١ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ١٢ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ١٣ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ١٤ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ١٥ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ١٦ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٧}
  · القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم: «فَعَزَزنَا» بالتخفيف، أي: غلبناهم، من قولهم: مَنْ عَزَّ