التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون 31 وإن كل لما جميع لدينا محضرون 32 وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون 33 وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون 34 ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون 35}

صفحة 5878 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة وابن عامر: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ} بالتشديد، الباقون بالتخفيف، فمن شدد جعل {إِنْ} بمعنى الجحد، و (لما) بمعنى (إلا)، تقديره: وما كل إلا جميع، كقولك: سَأَلْتُكَ لَمَّا فَعَلْتَ، أي إلا فعلت، ومن خفف جعل (إنْ) للتحقيق مخففة، و (لما) صلة، تقديره: وكلُّ جميع لدينا محضرون.

  قرأ حمزة والكسائي: «مِنْ ثُمُرِهِ» بضم الثاء والميم، وقرأ الأعمش بضم الثاء وسكون الميم، الباقون بفتح الثاء والميم، وكلها لغات صحيحة.

  قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «وَمَا عَمِلَتْ» بلا هاء، الباقون: «عَمِلَتْهُ» بالهاء.

  · اللغة: القَرن بفتح القاف: أهل كل عصر؛ لاقترانهم في الوجود، وبكسر القاف:

  المقاوم في الحرب، وقرن الشاة سمي لمقارنته الآخر.

  والفجر: الشق، وأصله: مفارقة أحد الجانبين الآخر، ومنه: تفجير الأنهار:

  تشقيقها، وسمي الفجر فجرًا؛ لانشقاق الظلمة بالضياء.

  · الإعراب: موضع {كَمْ} نصب بـ {أَهْلَكْنَا} تقديره: القرون أهلكنا أي: كثيرًا.

  {ثَمَرِهِ} الهاء كناية عن الفاء، وقيل: من ثمر ما ذكرنا.

  ويقال: ما الفرق بين (لما) إذا خفف وإذا شدِّد؟

  قلنا: إذا خفف فهو صلة مؤكدة، وإذا شدّد فهو بمعنى (إلا) على ما بَيَّنَّا.

  ويقال: (ما) في قوله: {وَمَا عَمِلَتْهُ} ما معناه؟