التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والصافات صفا 1 فالزاجرات زجرا 2 فالتاليات ذكرا 3 إن إلهكم لواحد 4 رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق 5 إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب 6 وحفظا من كل شيطان مارد 7 لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب 8 دحورا ولهم عذاب واصب 9 إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب 10}

صفحة 5906 - الجزء 8

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: «بِزِينَةِ» من غير تنوين، «الْكَوَاكِبِ» بالجر على الإضافة. وقرأ حمزة وحفص عن عاصم: «بِزِينَةٍ» منون «الْكَوَاكِبِ» بالجر على البدل، أي: بالكواكب. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر «بِزِينَةٍ» بالتنوين، «الْكَوَاكِبَ» بالنصب بالتنوين، وقيل: على تقدير: أعني الكواكب.

  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {لَا يَسَّمَّعُونَ} بتشديد السين، وهو اختيار أبي حاتم، وأصل الباب: سَمِعَ يَسْمَعُ سَمْعًا.

  · اللغة: الصف: ترتيب الجمع على خط، كالصف في الصلاة، ويُقال: صَفٌّ، وصَافَّةٌ جمعه، والصافات جمع الجمع.

  والزاجرات: جمع زاجرة، والزجر: الصرف عن الشيء بالخوف مِنْ عاقبته، زجره زجرًا.

  والتاليات: جمع تالية، وهي القارئة، والقراءة والتلاوة بمعنى.

  والتزيين: تحسين الشيء في الصورة بما يكون به للنفس منفعة.

  والمارد: الخارج إلى الفساد، وهو من صفة الشياطين، وهم المردة، وأصله:

  الانجراد، ومنه: الأمرد، والمارد: المتجرد من الخير.

  والدحر: الدفع بعنف، دَحَرَ دحورًا ودَحْرًا.

  والواصب: الدائم الثابت، يقال للعليل: وَصِبٌ: إذا لزمه الوجع وثبت به، وقد واجب على الأمر وواظب أي: داوم، ومنه: وَصِبَ يَوْصِبُ فهو واصب: إذا لزمه الوجع.

  والخطف: أخذ الشيء بسرعة واستلاب، خطفه واختطفه، ومنه: {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ}⁣[الحج: ٣١] [و] في الحديث: «نهى عن المُجَثَّمَةِ والخَطْفَةِ» وهو ما يخطفه الذئب من أعضاء الشاة وهي حية، و «كل ما أبِينَ من الحي فهو ميت».