قوله تعالى: {والصافات صفا 1 فالزاجرات زجرا 2 فالتاليات ذكرا 3 إن إلهكم لواحد 4 رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق 5 إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب 6 وحفظا من كل شيطان مارد 7 لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب 8 دحورا ولهم عذاب واصب 9 إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب 10}
  والشهاب: شعلة نار ساطعة، ومنه: فلان شهاب حرب؛ إذا كان ماضيًا فيها.
  والثاقب: المضيء، وثقبت النار، وأثقبتها أنا.
  · الإعراب: «وَالصَّافَّاتِ» محله جر بالقسم، وكذلك أخواتها، وجواب القسم: «إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ» و (إِلَهَكُمْ) محله نصب؛ لأنه اسم (إنَّ)، وخبره: {لَوَاحِدٌ}، و «رَبُّ» بدل من واحد.
  «وَحِفْظًا» نصب على تقدير: زيناها تزيينًا وحفظا، وقيل: تقديره: وحفظناها حفظًا.
  «لاَ يَسَّمَّعُونَ» رفع لأن تقديره: لئلا يسمعوا، فلما حذف اللام و [حذف أَنْ] رفع ما بعدها كقوله: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}[المدثر: ٦] أي: لتستكثر، فلما حذف اللام رفع.
  «دُحُورًا» أي: في هذه الحال.
  · النزول: قيل: لما قال كفار مكة: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} أقسم الله بهذه الأشياء أن إلههم لواحد، عن مقاتل.
  · المعنى: «وَالصَّافَّاتِ صَفًّا» قيل: هم الملائكة تصف صفوفًا في السماء كصفوف المؤمنين للصلاة، عن ابن عباس، ومسروق، والحسن، وقتادة، والسدي. وقيل: يسبحون، وقيل: يصلون، وقيل: هم الملائكة تصف أجنحتها في الهواء واقفة تنظر ما يأمرهم الله تعالى، عن أبي علي. وقيل: هي الطير صافات كقوله: {وَالطَّيرُ صَافَّاتٍ}[النور: ٤١] وقيل: هم المؤمنون يقومون مصطفين في الصلوات، عن أبي مسلم. وقيل: المؤمنون المجاهدون يصطفون عند مجاهدة الكفار. وقيل: أقسم بمن على هذه الصفة ولم