التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون 50 قال قائل منهم إني كان لي قرين 51 يقول أإنك لمن المصدقين 52 أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون 53 قال هل أنتم مطلعون 54 فاطلع فرآه في سواء الجحيم 55 قال تالله إن كدت لتردين 56 ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين 57 أفما نحن بميتين 58 إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين 59 إن هذا لهو الفوز العظيم 60 لمثل هذا فليعمل العاملون 61}

صفحة 5923 - الجزء 8

  قراءة العامة: {مُطَّلِعُونَ} بالتشديد، {فَاطَّلَعَ} على فعل ماض بالتشديد، وروي عن ابن عباس: «مُطْلِعُوَن»، «فَأُطْلِعَ» يخففهما ويكسر اللام، قال: رَافِعُونَ فَرُفِعَ. وعن ابن عمر: «مُطْلِعُونِ» بكسر النون، «فَأْطْلِعَ» بقطع الألف، وقيل: إنه لا يصح؛ لأن الأسماء إذا أضيفت حذفت منها النون كقولك: مطلعي، وإنما يجوز مطلعين في الفعل على حذف إحدى النونين، ولا تجوز القراءة إلا بالمستفيض.

  · اللغة: القرين والصاحب من النظائر، والمقارنة والمصاحبة كذلك: وهو الكائن مع غيره بإزائه.

  والدِّينُ: الجزاء، يقال: كما تدين تدان، ومنه الدَّيْن؛ لأن جزاءه قضاؤه، ومنه الدين: القيمة، والدِّينُ: العادة، والدَّيْنُ: ما يدان به، وأصل الباب: الجزاء.

  الطَّلْعَةُ: الرؤية، وطلع علينا فلان: إذا هجم، وأطلعتك على الأمر، وطليعة الجيش: مَنْ يُبعث به ليطلع [على] العدو، ويُقال: طلعت على القوم أتيتهم، وطلعت عنهم: غبت عنهم.

  وسواء الشيء: وسطه؛ لاستواء المسافة إلى الجوانب، ويستعمل بمعنى (غير) كثيرًا.

  والمَرْدَى: الهلاك، أَرْدَاهُ: أهلكه.

  والمِثْلُ: ما يسد مسد الشيء فيما يرجع إلى ذاته، ثم يستعمل، فيقال: هو مِثْلُهُ في كذا.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما يجري بين أهل الدارين، فقال سبحانه: «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ» يعني: أهل الجنة يسأل بعضهم بعضًا «قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي