قوله تعالى: {أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون 184}
  كقولهم: مسجد الجامع، وقرأ الباقون «فدية» منونة «طعام» رفع «مسكين» على الواحد مخفوض، فمن وحد فمعناه لكل يوم طعام مسكين، وَمَنَ جَمَعَ رَدَّهُ إلى الجميع.
  قرأ حمزة والكسائي: «يَطَّوعْ خَيرًا» بالياء وتشديد الطاء وجزم العين، وقرأ الباقون بالتاء وفتح العين والتخفيف على الماضي، والأول على معنى يتطوع، فأدغم التاء في الطاء.
  والمجمع عليه «يُطِيقونه» بضم الياء وكسر الطاء مخففة، وعن ابن عباس وعائشة: «يُطوَّقونه» بضم الياء وفتح الواو وتشديده، وفيه وجهان: أحدهما يكلفونه، ولا يطيقونه لمشقة. الثاني: يلزمونه، وعن مجاهد وعكرمة «يَطَّوَّقُونه» بفتح الياء الأول والثاني، وتشديد الطاء على معنى يتطوقونه، يقال: طاق، وأطاق، بمعنى، ولا يجوز القراءة بهذين؛ لأنه خلاف الشائع المستفيض.
  · الإعراب: يقال: بم انتصب «أَيَّامًا»؟
  قلنا: فيه أقوال:
  الأول: نصب على الظرف، كأنه قيل: الصيام في أيام.
  والثاني: خبر ما لم يسم فاعله كقولهم: أعطي زيد مالاً.
  والثالث: على التفسير.