قوله تعالى: {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين 71 ولقد أرسلنا فيهم منذرين 72 فانظر كيف كان عاقبة المنذرين 73 إلا عباد الله المخلصين 74 ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون 75 ونجيناه وأهله من الكرب العظيم 76 وجعلنا ذريته هم الباقين 77 وتركنا عليه في الآخرين 78 سلام على نوح في العالمين 79 إنا كذلك نجزي المحسنين 80 إنه من عبادنا المؤمنين 81 ثم أغرقنا الآخرين 82}
  عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتُ فِيِه ... يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ
  وأصل النجاة: هو الرفع من الهلكة، والنجوة: المكان المرتفع، والاستنجاء:
  رفع الحدث.
  · الإعراب: (لقد) لام القسم. {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ} قيل: استثناء صحيح تقديره: فانظر كيف كان عاقبة المنذرين في الهلاك إلا عباد الله المخلصين. وقيل: الاستثناء من قوله: {أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ}.
  {سَلَامٌ} رفع لأنه ابتداء، وقيل: محله نصب؛ أي: تركنا سلامًا عليه، إلا أنه رفع بالابتداء.
  · النظم: يقال: كيف اتصل قصة نوح والأنبياء بما قبلها؟
  قلنا: قيل: تسلية للنبي، ÷ في كفر قومه، وأن حالهم كحال من مضى من الأمم مع أنبيائهم.
  وقيل: لطفًا وتحذيرًا لأمته عن سلوك مثل طريقتهم؛ فتنالهم من عقوباته مثل ما نالهم.
  وقيل: لما وصفهم بالتقليد إلفًا - وهذه أعظم المحن في العوام - حث على اتباع الأدلة، ثم قص قصة الأنبياء.
  وقيل: حثًّا له على الصبر كما صبروا.
  وقيل: تخويفًا للكفار من نقماته كما فعل بأولئك.
  وقيل: بشارة بالفرج وإنزال النصر كعادته في الأنبياء.