التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن من شيعته لإبراهيم 83 إذ جاء ربه بقلب سليم 84 إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون 85 أئفكا آلهة دون الله تريدون 86 فما ظنكم برب العالمين 87 فنظر نظرة في النجوم 88 فقال إني سقيم 89 فتولوا عنه مدبرين 90 فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون 91 ما لكم لا تنطقون 92 فراغ عليهم ضربا باليمين 93 فأقبلوا إليه يزفون 94 قال أتعبدون ما تنحتون 95 والله خلقكم وما تعملون 96 قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم 97 فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين 98}

صفحة 5933 - الجزء 8

  زوجها، ومنه في حديث تزويج فاطمة: أن النبي ÷ صنع طعامًا وقال لبلال: «أدخل الناس زَفَّة زَفَّة» أي: فوجًا بعد فوج، سميت بذلك لزَفِيفِها في مشيها، أي: إسراعها.

  · اللغة: الشيعة: الجماعة التابعة لرئيس لهم، وقد غلب على هذا الاسم شيعة أمير المؤمنين # الَّذِينَ كانوا معه على أعدائه، وبعده مع أولاده، وهم خُلَّصُ الزيدية يميلون معهم ويقاتلون بين أيديهم؛ لأن الناس ثلاث فرق: نواصب ليسوا من الشيعة، وروافض ليسوا من الشيعة، لم يبق إلا هَؤُلَاءِ، ومن نظر في الأخبار علم صحة ما قلنا.

  والسليم: البريء من كل عيب.

  والإفك: قلب الشيء عن وجهه، وكل كذب إفك.

  والرَّوْغُ: الميل عن جهة إلى جهة، راغ روغًا. ورَوَغَانًا.

  واليمين: الجارحة المعروفة، وهو الأصل، ثم يستعمل في القوة، ويسمى القسم يمينًا؛ لأنهم كانوا يتقوون بها، وقيل: كانوا يضربون الأيمان بعضها على بعض.

  والجحيم: النار يجمع بعضها على بعض.

  · الإعراب: «نَظْرَةً» نصب على المصدر.

  «إفْكًا» نصب على المصدر، عن أبي مسلم.

  «آلِهَةً» نصب لأنه مفعول، عن أبي مسلم.

  و (ما) في قوله: «وَمَا تَعْمَلُونَ» و «مَا تَنْحِتُونَ» بمعنى (الذي)، ومحله نصب، عن أبي مسلم.