قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون 10}
  وهذا غلط عظيم وتجاسر؛ لأن التشديد قراءة مشهورة، وهو قراءة أهل الحرمين، وعليه أكثر الأمة، وما علل به ضعيف؛ لأن كل مكذب بالحق كاذب، فقد جاء الوعيد على الكذب، والتكذيب.
  · اللغة: المرض: العلة في البدن، ونقيضه الصحة، ونظيره السقم، وقيل: أصله الضعف، سمي به لأنه يُضْعِف البدن، ومرّض في القول: ضعّف، والمرض: الشك، قيل: سمي به لأنه يصد عن إدراك الحق، كالمرض في البصر يصد عن الإدراك للمبصر، وقيل: لما كان الشك والتحير كالسبب للألم في القلب، والمرض هو الوجع سمي به كما يسمى السبب باسم مسببه، كما يقال لأسباب الموت: الموت، وقيل: لأن المرض يؤدي إلى الهلاك، والشك يؤدي إلى الهلاك بالعذاب.
  والزيادة خلاف النقصان، ويُقال: زاده زيادة، والزيادة الإلحاق بالمقدار ما ليس منه.
  والألم: الوجع، والألم والمؤلم كالوجيع والموجع، قيل: فعيل بمعنى مفعل، كبديع بمعنى مبدع، وسميع بمعنى مسمع، غير أن في الأليم مبالغة ليست في المؤلم، والألم كل ألم إذا صغر أو كبر.
  والكذب نقيض الصدق، وهو الخبر عن الشيء بخلاف ما هو به.
  · الإعراب: (ما) في قوله «بما كانوا» قيل: ما المصدرية، كأنه قيل: بكونهم مكذبين، وقيل: إنها بمعنى الذي، كأنه قال: بالذي كانوا يكذبون، والأول أحسن في التقدير، فأما (كان) فقيل: زائدة، فالمعنى بتكذيبهم، كقولهم: ما أحسن ما كان زيد، وهذا لا يصح؛ لأن الكلام إذا صح على ظاهره فلا معنى لحمله على الزيادة، وههنا الكلام على ظاهره صحيح.