التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد مننا على موسى وهارون 114 ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم 115 ونصرناهم فكانوا هم الغالبين 116 وآتيناهما الكتاب المستبين 117 وهديناهما الصراط المستقيم 118 وتركنا عليهما في الآخرين 119 سلام على موسى وهارون 120 إنا كذلك نجزي المحسنين 121 إنهما من عبادنا المؤمنين 122}

صفحة 5943 - الجزء 8

  · الأحكام: تدل الآية أنه كان مأمورًا بالذبح أو مقدمات الذبح، وقد بَيَّنَّا ما قيل فيه، والأولى أنه أُمِرَ بمقدمات الذبح.

  وتدل على إخلاص إبراهيم وإسماعيل @.

  وتدل أن في ذريتهما محسنا وظالما، وأن طاعة الأبناء وعصيانهم لا تؤثر في حال الآباء.

  ولا حجة للمشبهة في قوله: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي}؛ لأنا بَيَّنَّا معناه، وقد ثبت بالدليل أن المكان لا يجوز عليه.

  ولا حجة لمن جوز نسخ الفعل قبل وقته وقبل التمكين منه؛ لأنا بَيَّنَّا أنه لم ينسخ، ولأن ذلك يكون بَدَاءً، تعالى الله عن ذلك.

  فأما من نذر نحر ولده: فعند أبي حنيفة ومحمد يلزمه شاة كما لزم إبراهيم، وعند الشافعي لا يلزمه شيء، وإذا نذر ذبح نفسه لزمه ذبح شاة استحبابًا، وقال أبو يوسف: لا يلزمه شيء عند أبي حنيفة، وأبي يوسف، وقال محمد: يلزمه شاة. وإن نذر ذبح ولد ولده فعند أبي حنيفة يلزمه شاة، وعن محمد روايتان، وعند مشايخنا أن مُوجِبَ نَذْر ذَبْح ولدِهِ شاملا، فلا يصح قولهم: إنه نذر معصية.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ١١٤ وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ١١٥ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ١١٦ وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ١١٧ وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ١١٨ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ ١١٩ سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ١٢٠ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ١٢١ إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ١٢٢}