التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين 139 إذ أبق إلى الفلك المشحون 140 فساهم فكان من المدحضين 141 فالتقمه الحوت وهو مليم 142 فلولا أنه كان من المسبحين 143 للبث في بطنه إلى يوم يبعثون 144 فنبذناه بالعراء وهو سقيم 145 وأنبتنا عليه شجرة من يقطين 146 وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون 147 فآمنوا فمتعناهم إلى حين 148}

صفحة 5949 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ١٣٩ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ١٤٠ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ١٤١ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ١٤٢ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ١٤٣ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ١٤٤ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ١٤٥ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ١٤٦ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ١٤٨}

  · اللغة: الآبق والهارب والفارّ نظائر، إلا أن الآبق غلب عليه العبد، والإباق: الفرار إلى حيث لا يهتدي إليه الطالب، أَبَقَ العبد من مولاه يَأْبِقُ إباقًا فهو آبق.

  والمشحون: المملوء.

  والمساهمة: إلقاء السهام على وجه القرعة.

  والدَّحْضُ: الزَّلَقُ، دَحَضَ فهو داحض [إذا سقط]، ومنه: {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} أي: ساقطة.

  والالتقام: الابتلاع لِلُّقْمَةِ، التقمه التقامًا.

  والمُلِيمُ: فاعل ما يلام عليه.

  والعراء ممدود: ما اتسع من الأرض، قال أبو عبيد: سمي بذلك؛ لأنه لا شجر فيه ولا شيء يغطيه، ومنه: العريان، ومنه:

  وَنَبَذْتُ بِالْبَلَدِ العَرَاءِ ثِيَابِي

  واليقطين: كل شجرة ليس لها ساق تبقى في الشتاء والصيف، وقيل: كل شجرة