قوله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين 139 إذ أبق إلى الفلك المشحون 140 فساهم فكان من المدحضين 141 فالتقمه الحوت وهو مليم 142 فلولا أنه كان من المسبحين 143 للبث في بطنه إلى يوم يبعثون 144 فنبذناه بالعراء وهو سقيم 145 وأنبتنا عليه شجرة من يقطين 146 وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون 147 فآمنوا فمتعناهم إلى حين 148}
  لا تقوم على ساق كالبطيخ، والقثاء، والقرع، ونحوها، وهو «يَفْعِيل» من قطن بالمكان: إذا أقام به إقامة زائل، لا إقامة راسخ كالنخل ونحوه.
  · الإعراب: {يُونُسَ} اسم أعجمي معرفة لا ينصرف.
  {وَهُوَ مُلِيُمٌ} محله نصب على الحال.
  و (أو) في قوله: {أَوْ يَزِيدُونَ} فيه أربعة أقوال:
  أولها: الإبهام، يعني: أرسلناه إلى إحدى الفرقتين.
  الثاني: على شك المخاطبين.
  الثالث: معناه: (بل).
  الرابع: بمعنى الواو.
  · المعنى: ثم عطف على ما [تقدم] قصة يونس، فقال سبحانه: «وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ» يعني: فرّ عن قومه، وكانوا أضجروه وقد وعدهم بالعذاب فظن نزوله بهم، فخرج من غير إذن، وكان يجب أن يستمر على الدعوة إلى أن يأمره الله تعالى بالخروج.
  ومتى قيل: هل يجوز العمل في هذا بالظن؟
  قلنا: لا، ولكن خرج من أن يكون متعمدًا لمعصية، ولا يجوز أن يقال: أبق من أمر الله؛ لأن ذلك لا يتصور، ولأنه يكون معصية لا تجوز على الأنبياء. وقيل: أمر بلزوم ذلك الموضع فلما خرج كان كالفارِّ عن مولاه، وهذا لا يجوز، وإنما فر من قومه لما آذوه وكذبوه وظن نزول العذاب بهم، ولم يؤمر باللبث ولا بالخروج، فخرج على أنه مباح.