قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر 1 بل الذين كفروا في عزة وشقاق 2 كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص 3 وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب 4 أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب 5}
  قال علي بن عيسى: وهذا غلط؛ لأنها في المصحف وتأويل العلماء منفصلة.
  «مَنَاصٍ» كسر، قيل: ب (لاتَ).
  ومتى قيل: إذا كان (ص) قَسَمًا فما جوابه؟
  قلنا: اختلفوا فيه، قيل: محذوف، وقيل: مذكور.
  فأما من قال: محذوف، قيل: تقديره: ص والقرآن لقد جاء الحق وظهر الأمر، وحذف الجواب في مثل هذا أبلغ؛ لأن الذكر يقتضي المعنى على وجه، والحذف يصرف إلى كل وجه، فكان أفخم.
  وقيل: تقديره: إن الَّذِينَ كفروا يزعمون أنهم على الحق، وليس كذلك؛ بل هم في عزة وشقاق؛ ولذلك أدخل فيه (بل)، وذلك لا يأتي إلا وينفي خبرًا قبله، ويثبت خبرًا بعده، فلما لم يظهر النفي فيتأول أنه نفى خبرًا مضمرًا، وأثبت خبرًا ظاهرًا، فلما أثبت أنهم في عزة وشقاق دل أنه نفى ضد هذه الصفة.
  وقيل: تقديره: والقرآن إنه بعث محمدًا بالحق فلم يؤمنوا به بل شاقوه وخالفوه، عن أبي علي.
  فأما من قال: الجواب مذكور، اختلفوا، فقيل: جوابه: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} كقوله: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ١ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ}[ق: ١ - ٢]. عن قتادة.
  وقيل: جوابه قوله: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ}، وكقوله: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا} وكقوله: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}[الطارق: ١]، و {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ}[الطارق: ٤].
  وقيل: الجواب قوله: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ}.