التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر 1 بل الذين كفروا في عزة وشقاق 2 كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص 3 وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب 4 أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب 5}

صفحة 5966 - الجزء 8

  للتأنيث، ونصب على معنى ليس، و (لا) حرف تنزيه، فدخلت التاء فيه على قياس نظائرها من بنت وأخت وذلك لأن ما قبلها ساكن، وهذا مذهب الفراء والكسائي وجماعة منهم أبو مسلم، ويقف الكسائي عليه بالهاء، يجعل الألف فيه حركة، فعلى. هذا (لات) و (حين) مفتوحتان كأنهما كلمة واحدة.

  وقيل: نصب (لات) ب (لا) كقولك: لا رجل عندك، وقال لبيد:

  تَذَكَّرَ حُبَّ لَيْلَى لاتَ حِينا ... وَأَمْسَى الشَّيْبُ قَد قَطَعَ القَرِينَا

  والثاني: قول من قال: إن التاء متصلة ب (حين)، والعرب تلحق التاء بحين وبزمان، قال الشاعر:

  العَاطِفُونَ تحينَ ما مِنْ عاطِفٍ ... والمُطْعِمُون زمانَ أين المُطْعِمُ

  فأما قول الشاعر:

  طلَبوا صُلْحَنا وَلاَتَ أَوَانٍ ... فَأَجَبْنَا أَنْ لَيسَ حينَ بَقَاءِ

  فمنهم من قال: التاء متصلة ب (أوان)، ومنهم من قال ب (لا)، قال الزجَّاج: أنشده أبو العباس بالرفع، وروي بالكسر، قال أبو عبيد: والصحيح أن التاء متصلة مع حين؛ لأني كذا رأيته في الإمام وهو مصحف عثمان،