قوله تعالى: {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب 21 إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط 22 إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب 23 قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب 24 فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب 25}
  · القراءة: قراءة العامة: {وَلَا تُشْطِطْ} بضم التاء وكسر الطاء الأولى، وعن أبي رجاء العطاردي: بفتح التاء وضم الطاء الأولى، والشطط والإشطاط: مجاوزة الحد، وأصل الكلمة من قولهم: شطت الدار، وأشطَّت: إذا بَعُدَتْ، قال أبو مسلم: أَشَطَّ يُشِطُّ: إذا بعد، وشَطَّ يُشِطُّ: إذا بعد، وأنشد:
  تَشِطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا ... وللدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أبْعَدُ
  قراءة العامة: {وَعَزَّنِي} بغير ألف أي: غلبني، من قولهم: مَنْ عَزَّ بَزَّ، وعن عبيد بن عمير: «وعازني» بالألف من المُعَازَّةِ، وهي المغالبة.
  · اللغة: الخصم: المطالب المنازع في الأمر، وهو يقع على الواحد والاثنين والجمع، والذكر والأنثى على صيغة واحدة؛ لأنه مصدر، يقال: رجل خَصْمٌ، ورجلان خَصْمٌ، ورجال خَصْمٌ، وامرأة خَصْمٌ، ونساء خَصْمٌ، ومثله قولهم: عَدْلٌ، ولهذا قال: {تَسَوَّرُوا} ونظير الباب: حَرْبٌ وسِلْمٌ.
  والتَّسَوُّرُ: الإتيان من جهة السور، والسور: ما ارتفع، وكل مرتفع سور.
  والمحراب: مجلس الأشراف الذي يُحَارَبُ دونه لشرف صاحبه، ومنه المُصَلَّى يسمى محرابًا، وموضع القبلة محرابًا.
  والبغي: طلب الزيادة، وأصل الباب: الطلب، ومنه: الباغي.
  والكفل: النصيب، ومنه: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ}[الحديد: ٢٨] أي: نصيبين.
  والفتنة: شدة التعبد، وأصله: الاختبار، يقال: فَتَنْتُ الذهب بالنار حتى أخلصته.
  والمآب: المرجع، وآب: رجع.