قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون 185}
  يومًا، والاعتبار في الشهر في أحكام الشرع بالأهلة إلا في مدة العِنِّين، فعندنا يعتبر سنة شمسية لا قمرية. أو جمع الشهر: أشهر وشهور، وأصله من الظهور، يقال:
  شَهَرْتُ الحديث أظهرته، والشهرة ظهور الأمر في شُنْعَةٍ.
  ورمضان أصل الرمض شدة الحر، وكانوا يسمون الشهور باسم الأزمنة التي فيها وقعت فوافق رمضان أيام الحر، وجمع رمضان: رمضانات، واختلفوا، فقيل: سمي رمضان؛ لأن رمضان اسم من أسماء اللَّه تعالى، كأنه قيل: شهر اللَّه، وقيل: لأن الحجارة كانت ترمض من شدة الحر. وقيل: لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها.
  والقرآن: أصله الجمع، ومنه سمي القراءة؛ لأنها تجمع الحروف.
  والعسر: الصعوبة، ونقيضه اليسر، وهو السهولة.
  والإكمال من الكمال وهو التمام.
  والتكبير: التعظيم.
  · الإعراب: في رفع «شَهْرُ رَمَضَان» ثلاثة أو جه:
  الأول: أنه خبر ابتداء محذوف، يدل عليه قوله: «أَيَّامًا» فكأنه قيل: متى هي؟
  قال: شهر رمضان، عن الفراء والأخفش.
  الثاني: على ما لم يسم فاعله بدلاً من الصيام، كأنه قيل: كتب عليكم شهر رمضان، عن الكسائي.
  الثالث: الابتداء، وخبره «الذي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآن».
  وفي نصبه وجوه: قيل: صوموا شهر رمضان، وقيل: بدلاً من أيام معدودات.
  وقيل: نصب على الظرف، وهو قول الأخفش، وقيل: على الإغراء، عن أبي عبيدة، كأنه قيل: عليكم شهر رمضان، كقوله: ناقَة اللَّه.