قوله تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب 41 اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب 42 ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب 43 وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب 44}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «بِنُصُب» بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب بفتحها، وقرأ حفص بفتح النون وسكون الصاد، وقرأ الباقون بضم النون وسكون الصاد، وهي أربع لغات، وقيل: النُّصْب والنَّصَب كالحُزْن والحَزن، والعُدْم والعَدَم، والرُّشد والرَّشَد، ومعناه:
  التعب، قال الشاعر:
  كِليْني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ ... وَلَيْلٍ أقُاسِيِه بَطيءِ الْكَواكِبِ
  · اللغة: الرَّكض: الدفع على جهة الإسراع، ومنه: رَكَضَ الفَرَسُ لإسراعه.
  والمُغْتَسَلُ: موضع الاغتسال، ونظيره: مَطْلَب موضع الاطلاب، ومُضْطَرَبٌ موضع الاضطراب، قال أبو عبيدة: ما يُغْتَسَلُ [به]: مُغْتَسَلٌ وغُسْلٌ.
  والضِّغْثُ: ملء الكف من الشجر والحشائش وما أشبه ذلك، وأصله من الاختلاط، ومنه: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ}[يوسف: ٤٤].
  والحنث: خلاف البِرِّ في اليمين.
  · المعنى: ثم ذكر قصة أيوب، فقال سبحانه: «وَاذْكُرْ» يا محمد «عَبْدَنَا أَيُّوبَ» أضافه إلى نفسه تشريفًا لأيوب واقتداء به في الصبر على الشدائد «إِذْ نَادَى رَبَّهُ» أي: دعاه «أَنِّي مَسَّنِي الشَّيطَانُ بِنُصْبٍ» بتصب ومشقة «وَعَذَابٍ» قيل: بوسوسته، واختلفوا فقيل: في جسده، عن مقاتل. يعني: يقول: طال مرضك، ولا يرحمك ربك. وقيل: في