التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هذا وإن للطاغين لشر مآب 55 جهنم يصلونها فبئس المهاد 56 هذا فليذوقوه حميم وغساق 57 وآخر من شكله أزواج 58 هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار 59 قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار 60 قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار 61}

صفحة 6015 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: «وغَسَّاقٌ» بالتشديد حيث كان، وهي قراءة أصحاب عبد الله، وقرأ الباقون بالتخفيف، قال الفراء: من شدده جعله اسمًا على «فَعَّالٍ» كالطَّبَّاخ والخَبَّاز، ومن خفف جعله اسمًا على «فَعَالِ» كالعَذَاب.

  قرأ أبو عمرو ويعقوب: «وأُخَرُ» بضم الألف على جمع: أخرى؛ أي: أصناف أخر من العذاب، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، وروي نحوه عن ابن كثير، وذلك أنه نعته بالجمع وهو أزواج، نحو: الكثْرَى والكُثرِ. وقرأ الباقون: (آخَرُ) على واحد، أي: عذاب آخر.

  · اللغة: الطغيان: مجاوزة الحد، ومنه: {طَغَى الماءُ}.

  والحميم: أصله الحرارة، وهو الحارُّ الشديدُ الحرارةِ، ومن ذلك سميت الحمى لشدة حرارتها.

  والغسَّاق: قيل: مشتق من الغسق، وهو السواد والظلمة، ضد ما يزاد في الشراب من الصفاء والرقة، عن أبي مسلم. ومنه قيل: ليل غاسق، وغَسَقَتْ عَيْنُهُ.

  وقيل: الغساق: ما يسيل من الصديد، غَسَقَتِ القرحة تَغْسِقُ غَسْقًا، ومنه يقال: غَسَقَتْ عينه: إذا سالت تَغْسِقُ. وقيل: إنه بالتخفيف: النازل الذي يجري ببرودة، وسمي الليل غاسقًا؛ لأنه أبرد من النهار. ومن زعم أن غساق ليس بعربي فقد أخطأ؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب، ولهذه اللفظة تَصَرُّفٌ واشتقاق، ووردت به الأشعار.

  والشِّكْل بكسر الشين: النظير في الحسن، وبالفتح: الضرب المتشابه، وهو المِثْلُ، ومنه: أشكل: إذا اشتبه لتماثله، والشُّكْلَةُ بضم الشين: حمرة في العين.