التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هذا وإن للطاغين لشر مآب 55 جهنم يصلونها فبئس المهاد 56 هذا فليذوقوه حميم وغساق 57 وآخر من شكله أزواج 58 هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالو النار 59 قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار 60 قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار 61}

صفحة 6014 - الجزء 8

  الحسن: تُكَلَّمُ، يقال: انفتحن، انقفلن. «مُتَّكِئِينَ فِيهَا» يعني: جالسين آمنين جِلْسَةَ الملوك «يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ».

  «وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ» يعني: أزواج «قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ» قيل: قصرن أعينهن على أزواجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم «أَتْرَابٌ» قيل: أقران على سنٍّ واحد، ليس فيهن عجوز ولا هرمة، وقيل: على مقدار سن الأزواج من غير زيادة ولا نقصان. وقيل: أشكال في الخلقة «هَذَا» يعني: ما تقدم من ذكر النعم «مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ» أي: في يوم الحساب «إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ» أي: عطاؤنا الذي أعطيناه أهلَ الجنة «مَا لَه مِن نَّفَادٍ» أي: انقطاع، عن قتادة.

  · الأحكام: يدل قوله: {بِخَالِصَةٍ} أنَّه تعالى يلطف لعباده في أمر دينهم حتى يصيروا مخلصين، وأن ذكر الدار من الألطاف؛ لأن المكلف إذا تصورها رغب في فعل الطاعات، واجتناب المعاصي.

  وتدل أن ذا الكفل كان نبيًّا؛ لذلك ذكره في جملة الأنبياء، خلاف ما روي عن قتادة: أنه كان رجلاً صالحًا ولم يكن نبيًا.

  ويدل قوله: {مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} أن أبوابها مفتحة للمتقين فقط، فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على دوام الجنة، خلاف قول جهم.

قوله تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ٥٥ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ٥٦ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ٥٧ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ٥٨ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ٥٩ قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ٦٠ قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ٦١}