التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار 62 أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار 63 إن ذلك لحق تخاصم أهل النار 64 قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار 65 رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار 66}

صفحة 6019 - الجزء 8

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وعاصم: «أَتَّخَذْنَاهُمْ» بقطع الألف وفتحها على الاستفهام، وجعلوا (أم) جوابًا لها تقديره: أتخذناهم سخريًّا في الدنيا وليسوا كذلك فلم يدخلوا معنا النار، أم مالت الأعين عنهم فلا نراهم هم في النار حجبوا عن أبصارنا. قال الفراء: هو استفهام للشيء، معناه: التعجب أو التوبيخ، فهو مجاز باستفهام ونطرحه، وقال ابن كيسان: أم كانوا خيرًا منا ولا نعلم نحن ذلك، فكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئًا. وقرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي: «مِنَ الْأَشْرَارِ اتَّخَذْنَاهُمْ» بوصل الألف والابتداء به، «اِتَّخَذْنَاهُمْ» بكسر الألف، واختاره أبو عبيد لوجهين:

  أحدهما: أن الاستفهام متقدم في قوله: (مَا لنا)؟.

  والآخر: أن المشركين لم يكونوا يشكون في اتخاذهم المؤمنين في الدنيا سخريًّا، فكيف يستفهمون عن شيء علموه؟! و (أم) على هذا بمعنى (بل).

  وقرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي: «سُخريًّا» بضم السين، الباقون بكسرها، قيل: هما بمعنى، وقيل: بالكسر هو الهزء، وبالضم هو التذليل والتسخير، عن أبي عبيدة.

  · اللغة: الزَّيْغُ: الميل، زاغ عن الطريق، أي: جار وعدل، ومنه: الزيغ: الشك والجور.

  والعزيز: نقيض الذليل، والعزيز: الذي يمتنع من الضيم لعظم مقدوره.