التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين 71 فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 72 فسجد الملائكة كلهم أجمعون 73 إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين 74 قال ياإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين 75 قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين 76 قال فاخرج منها فإنك رجيم 77 وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين 78}

صفحة 6025 - الجزء 8

  أَيهُّا المُشْتَهِي فَنَاءَ قُرَيْشٍ ... بِيَدِ اللِّه عُمْرُهَا وَالْفَنَاءُ يعني: إليه فقط.

  وأما «بِيَدَيَّ» فيجوز أن يريد يدان، وهو القوة، فلما أضيف سقطت النون، قال الشاعر:

  فَاعْمِدْ لِمَا تَعْلُو فَمَا لَكَ بالَّذِي ... لاَ تَسْتَطِيُع مِنْ الأمُورِ يَدَانِ

  وقال آخر:

  تَحَمَّلْتُ مِنْ عَفْرَاءَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ ... وَلا لِلْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ يَدَانِ

  والرجيم: المرمي بالحجر، ومنه: الرجم.

  · الإعراب: قيل: العامل في قوله: {إِذْ يَخْتَصِمُونَ} يعني: يختصمون إذ قال، و (إذ) عبارة عن الوقت، يعني: تخاصموا في الوقت الذي أمر الله ملائكته بالسجود لآدم وأخبرهم بخلقه. وقيل: محذوف؛ أي: اذكر إذ قال.

  والألف في قوله: {أَسْتَكْبَرْتَ} ألف استفهام، دخلت على ألف الكلمة، فحذف إحداهما، والمراد به الإنكار.

  · المعنى: لما تقدم ذكر مخاصمة الملأ الأعلى في حديث آدم، وأكثر المفسرين عليه بَيَّنَ