قوله تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين 11 وأمرت لأن أكون أول المسلمين 12 قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم 13 قل الله أعبد مخلصا له ديني 14 فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين 15 لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون 16}
  · اللغة: الأمر: قول القائل لمن دونه: (افْعَلْ) إذا كان مريدًا للمأمور به؛ ولذلك لا يجوز أن يأمر نفسه لاستحالة الرتبة، وهو حقيقة في القول مجاز في الفعل؛ لأن تصرفه في القول يطرد فيه، وقد ترد صيغة الأمر فلا تكون أمرًا بأن تكون تهديدًا أو إباحة أو إرشادًا أو نحوها.
  والدِّينُ: الطاعة، والدِّينُ: الجزاء، والدِّينُ: ما يدان به، والدِّينُ: العادة.
  والإخلاص في الدين: أن يعمله لله تعالى من غير شائب.
  والظُّلَّةُ: الستر العالي، وجمعه: ظلل، وقيل: الظلة في العذاب مجاز وتَوَسُّعٌ، وإنما أطلق؛ لأنها في مقابلة ما لأهل الجنة من الظلل.
  والتخويف والترهيب والتحذير نظائر، ونقيض الترهيب: الترغيب.
  · النزول: قيل: لما دعوا رسول الله ÷ إلى دين الآباء نزلت هذه الآيات.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما أمر به وما أعد لمن خالف أمره عطفًا على ما تقدم من الأمر بالطاعة، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد: «إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ» يعني: أمرت بعبادته في أي وقت كان، وأي بلد كان «مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ» يعني: أعبده على وجه الإخلاص، فلا أعصيه في شيء، ولا أخص بالطاعة والعبادة إلا إياه «وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ» قيل: من أمتي الَّذِينَ أسلموا بدعائي، وقيل: إنه إشارة إلى أنه يرضى لهم ما رضي لنفسه، ورضيه الله له، إني أدعوكم إلى شيء بدأت بنفسي، فأجبت ربي، واستسلمت له، وقيل: [أنا] أول من يتمسك بالعبادات التي أرسلت بها لوجوبها عليَّ، ووجوب الاقتداء بي، وقيل: معناه: كما أُمِرْتُ بأن أعبده مخلصًا أمرت أن يكون عملي واعتقادي سالمًا لله، وقيل: أمرت أن أكون من المستسلمين، وإذا