قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 42 أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون 43 قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون 44 وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون 45}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي والأعمش: «قُضِيَ» بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء على ما لم يسم فاعله، «الموتُ» رفع. الباقون بفتح القاف والضاد وسكون الياء، «الموتَ» بالنصب، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} فهو يقضى عليها.
  · اللغة: التوفي: قبض الشيء على التمام، يقال: توفيت من فلان، واستوفيت بمعنى، ومنه: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}[آل عمران: ٥٥] قال الفراء: إني قابضك من الأرض بغير موت، والموت: ضد الحياة، وقيل: هما عرضان يتعاقبان، لا يقدر عليها غير الله، وقيل: الحياة عرض، وذهاب العلوم الضرورية، وتبقى معه الحياة والروح، وقبض الموت ينافي الحياة.
  اشمأزت: نفرت، وروي عن ثعلب عن ابن الأعرابي: الشَّمْزُ: نفور الشيء من الشيء يكرهه، وقال أبو عبيدة عن ابن زيد: اشمأزت: ذُعِرَتْ.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} بما قبله؟
  قلنا: اتصل قوله «الله يتوفى الأنفس» بقوله «وما أنت عليهم بوكيل» فبين سبحانه أن الحفيظ عليهم مَنْ يتوفاهم ويصرفهم كيف يشاء، ويقبضهم في النوم، ويبعثهم في اليقظة، ويحييهم ويميتهم.
  وقيل: يتصل بقوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} تقديره: هو أقدر أم ما أعدوه، فهو يكفيك أمرهم، وهي لا تكفي لهم أمرًا، عن أبي مسلم.