قوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون 42 أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون 43 قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون 44 وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون 45}
  ثم بَيَّنَ أن الأوثان لا تملك لنفسها ولا لغيرها شيئًا، فقال سبحانه: «أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ» قيل: (أم) بمعنى (بل)، معناه: بل اتخذوا وزعموا شفعاء، وقيل: المراد به الإنكار [على] الَّذِينَ يتوكلون عليها أن اتخذوها شفعاء، وقيل: يتفكرون في هذا أم يعتمدون على شفاعتها من دون الله، يعني: الأصنام «شفعاء» أي: لتشفع لهم، وقيل: الشفيع: الناصر، يعني: يطلبون نصرتها «أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ» أي: كيف تشفع، وهي جماد لا تقدر ولا تعلم، وفيه تعجيب من جهلهم، وقيل: معناه: لو كانوا لا يملكون الشفاعة ولا يعقلون أنكم تعبدونها لَمَّا كنتم تعبدونها.
  ثم بَيَّنَ أن النصرة لله تعالى، فقال سبحانه: «قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا» قيل:
  المتولي للنصرة هو الله تعالى، وقيل: هو الذي يأذن في الشفاعة فيجب أن يكون هو المرجو «لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيهِ» إلى حكمه «تُرْجَعُونَ. وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» قيل: نفرت، عن السدي، والضحاك، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: انقبضت، عن ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل. وقيل: كفرت واستكبرت، عن قتادة. وقيل: أنكرت، عن المؤرج. «وِإذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ» يعني: الأوثان «إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ» يفرحون.
  · الأحكام: تدل الآية على صحة الحجاج في الدين.
  وتدل على جهل القوم؛ رجوا جمادًا وعبدوها.
  ويدل قوله: {اشْمَأَزَّتْ} أن المعارف مكتسبة، عن أبي علي.
  وتدل أن الاستبشار فِعْلُهُمْ.