قوله تعالى: {أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين 56 أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين 57 أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين 58 بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين 59 ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين 60 وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون 61}
  يفعل ما أمر الله تعالى به وينتهي عما نهى عنه «مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ» قيل: الاستئصال، وقيل: العذاب في وقت النزع «بَغْتَةً» قيل: فجأة، وقيل: من قبل الاستعداد له «وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ» أي: لا تعلمون وقت حلوله.
  · الأحكام: تدل الآية الأولى أن الله يبسط الرزق وَيقْدِر بحسب المصلحة.
  وتدل الثانية أنه يغفر الذنوب جميعًا، ولا بد من شرط التوبة لإجماع الأمة أن الكفر لا يغفر إلا بالتوبة.
  وتدل على بطلان قول من يقول: إن قتل النفس لا يُغْفَرُ، وإن تاب، وقوله: «وأنيبوا» بعده يدل على ما قلنا؛ إذ لو غفر من غير التوبة لم يكن [للأمر] بالتوبة معنى، ولأنهم اتفقوا أن الآية وردت في الكفار.
  ومتى قيل: لمّا أضاف العباد إلى نفسه دل أن الكفار لا يدخلون فيه؟
  قننا: لأنه استدعاء للإسلام، فكان ذلك لطفًا.
  ويدل على أن للعبد طريقًا إلى النجاة في جميع الأحوال.
  ويدل أن من فاتته التوبة لا يجد ناصرًا، فيبطل قول المرجئة في الشفاعة.
  ويدل على وجوب اتباع القرآن، وتدبره، واتباعه، والعمل به.
قوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ٥٦ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٥٧ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٨ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٥٩ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ٦٠ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦١}