قوله تعالى: {أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين 56 أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين 57 أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين 58 بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين 59 ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين 60 وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون 61}
  ومنها: أنَّه مَنَّ على عباده بغفران ذنوبهم، ولو كان هو الخالق لجميع القبائح فما معنى الامتنان.
  ومنها: قوله: {وَأَنِيبُوا} فكيف يُنيبون وقد خلق فيهم الإصرار وقدرته، ومنعهم قدرة التوبة، وأراد الإصرار ولم يرد التوبة.
  ومنها: قوله: {وَأَسْلِمُوا} وكيف يأمر به وبالمسابقة مع عدم القدرة، وخلق ضده فيه.
  ومنها: قوله: {وَاتَّبِعُوا} ودلالته كدلالة قوله: {وَأَنِيبُوا} - {وَأَسْلِمُوا}.
  ومنها: قوله: {يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ}، وكيف يتحسر وليس إليه شيء ولا له قدرة؟! وإنما يصح التحسر على التفريط إذا كان التفريط فعله وهو يقدر على تركه.
  ومنها: قوله: {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} ولو رد ألف مرة، ولم يَخْلُقْ فيه الإيمان وقدرة الإيمان لما أمكنه أن يؤمن، فما معنى سؤال الرجعة؟
  ومنها: قوله: {فَرَّطتُ} وأي تفريط من جهته؟! والتفريط مِنْ قِبَلِ مَنْ خلق فيه الكفر وقدرته، ومنع قدرة الإيمان وخلق فيه التفريط.
  ومنها: قوله: {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} فكيف والسخرية خلق فيه؟.
  ومنها: قوله: {لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} فكيف ولو لم يخلق فيه لما صح منه.
  ومنها: قوله: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} تنبيهًا على إزاحة العلة، ولو كان الأمر على ما زعموا لم يكن للآيات معنى، ولا كان التكذيب من جهتهم؛ بل جميع ذلك من خلقه، فما بال هذا التوبيخ؟
  ومنها: قوله: {كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ} وكيف وبخهم وعندهم أنه الخالق لذلك الكذب والمريد له؟!