قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون 67 ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون 68 وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون 69 ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون 70}
  · اللغة: القدرة والتقدير واحد، عن أبي مسلم، وهو الظن، يعني: ما قدروا فيه ما هو حق التقدير والظن به، وذلك نحو قوله: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ}[فصلت: ٢٣].
  والقدر: هو اختصاص الشيء بمقدار.
  والقبض: مصدر قبضت قبضًا، والقبضُ بالضاد معجمةً: التناولُ بملء الكف، وبالصاد غير معجمة: التناول بأطراف الأصابع، ومنه الحديث: (كان بلال يجيء به قُبصًا قُبصًا)، قبصًا جمع: قبصة بالصاد غير المعجمة.
  والطي: خلاف النشر، طويت الكتاب.
  واليمين: الجارحة والقوة والقسم، وقيل: أصل الباب: الجارحة، وقيل: القوة.
  والصَّعْقُ: الغشيان، ثم يسمى صوت الرعد صاعقة؛ لأنه يُصْعَقُ منه الإنسان، ويسمى الموت صعقة؛ لأنه يغشى عليه. وقيل: الصعق: الموت بصيحة شديدة، ومنه: صعق: إذا مات بحال هائلة.
  · الإعراب: رفع {قَبْضَتُهُ} لأنه خبر الابتداء، وقيل: بنزع حرف الصفة كقول الشاعر:
  فَعَيْنَاكِ عَيْنَاهَا وَجيدُك جِيدُها ... وَلَكِنَّ عَظْمَ السَّاقِ مِنْكِ دَقيقُ
  أي: عيناك كعيناها، وأجاز الفراء النصب، وقال الزجاج: لا يجوز.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ} بقوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}؟