قوله تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب 28 ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد 29 وقال الذي آمن ياقوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب 30 مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد 31 وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد 32 يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد 33}
  صفوفًا، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، وذلك نحو قوله: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}[الرحمن: ٣٣]، وقوله: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا}[الحاقة: ١٧].
  · اللغة: الإسراف: مجاوزة الحد في العصيان.
  والظهور: الغلبة، ومنه: {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}[الصف: ١٤].
  والبأس: الشدة، ومنه: البأساء، ومنه: البؤس: شدة الفقر، ورجل بئيس:
  شديد، وعذاب بئيس، وبَؤُسَ يَبْؤُسُ بأسًا: إذا اشتد، وبَئِسَ يَبْأَس فهو بائس: إذا افتقر.
  والدأب: العادة، دَأَبَ يَدْأَبُ دَأْبًا فهو دائب في عمله: إذا استمر فيه.
  والتنادي: التداعي ونداء بعضهم بعضًا.
  · الإعراب: «اليوم» نصب على الظرف.
  و «ظَاهِرِينَ» نصب على الحال، وقيل: تم الكلام عند قوله: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} ثم ابتدأ: {ظَاهِرِينَ}.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالي مقام مؤمن آل فرعون واعظًا لقومه، فقال سبحانه: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ» قيل: استشار فرعون في قتله، فأشاروا بقتله، فقام هو وأشار بالكف عنه وخوفهم قتله. وقيل: كان يكتم إيمانه، فلما جد الأمر لم يملك