قوله تعالى: {وياقوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار 41 تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار 42 لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار 43 فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد 44 فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب 45 النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب 46}
  · اللغة: لا جرم: قيل: معناه: حق ووجب، [وللرد لكذبهم]، وقيل: جرم: كسب، يقال: جرم وأجرم واجترم: إذا كسب الذنب، ومنه قوله: {فَعَلَيَّ إِجْرَامِي}[هود: ٣٥] ويُقال: جرم ولا جرم بمنزلة قولك: لا بد، ولا محالة، وأصل الجَرْمِ: القطع، وهذا زمن الجِرَام، أي: جِرَام النخل.
  وفوض أمره إليه: أي رده، ومنه: شركة المفاوضة، كأنه فوض كل واحد منهم إلى صاحبه التصرف على العموم.
  ويقال: حاق به الأمر يحيق: إذا لزمه ووجب عليه، وقال الأزهري: الحيق في اللغة: ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله.
  · الإعراب: نصبت (جَرَمَ) لأنك نفيته.
  والفاء في قوله: {فَوَقَاهُ اللَّهُ} جواب الشرط، أي: لما قام بالحق وقاه الله من مكرهم.
  {النَّارُ} رفع؛ لأنه بدل من {سُوءُ}.
  · المعنى: ثم زاد في توبيخهم ووعظهم، فقال سبحانه حاكيًا عن المؤمن: «وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ» أي: أدعوكم إلى الإيمان الذي هو سبب النجاة، وتدعونني إلى الكفر الذي هو سبب النار واستحقاقها.
  ثم فسره فقال: «تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ» يعني: لا