التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون 189}

صفحة 785 - الجزء 1

  وقال الأصمعي: يسمى هلالاً حين يحجر، وتحجيره أن يستدير بخطة دقيقة، ومنهم من قال: يسمى هلالاً حين يبهر ضوؤه سواد الليل، وذلك في ليلة السابع.

  والمواقيت: جمع ميقات، وهو مِفْعَالٌ من الوقت، وسواء قولك: وقت وميقات، كوعد وميعاد، والوقت: مقدار من الزمان.

  والظَّهر خلاف البطن.

  وأصل الحج: القصد ثم في الشرع جعل اسمًا لأفعال مخصوصة في أزمنة وأمكنة مخصوصة.

  والبر: النفع الحسن، ومنه البار.

  · الإعراب: يقال: كم وجهًا في الخبر عن البر؟

  قلنا: وجهان: قيل: لكنَّ البرَّ برُّ مَنِ اتقى، فحذف لدلالة الكلام عليه، وقيل:

  وقع المصدر موقع الصفة كأنه قيل: ولكن البارَّ مَنِ اتقى.

  · النزول: سئل عن الحكمة في زيادة القمر ونقصانه، واختلاف أحواله خلاف الشمس فَبَيَّنَ أن ذلك لما فيه من بيان الأوقات التي بها تتم مصالح الدين والدنيا، فأما الدين فالحج، والعمرة، والعدة، والصوم ونحوها، وأما الدنيا فلما فيه من معرفة الآجال ونحوها.