التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز 41 لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد 42 ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم 43 ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد 44 ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب 45}

صفحة 6202 - الجزء 9

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «أَأَعْجَمِيٌّ» بهمزتين على الاستفهام، وقرأ الباقون بهمزة واحدة على أصلهم في أمثاله، كقوله: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}⁣[البقرة: ٦] وأمثالها على الاستفهام، وعن الحسن بهمزة واحدة على الخبر، وروي نحوه عن ابن عامر، ووجه ذلك: أنهم زعموا هَلَّا أنزل القرآن عربيًّا وعجميًّا، والوجه الأول أنه على الاستفهام.

  وقراءة العامة: «عَمًى» بفتح العين والميم على المصدر، وعن ابن عباس بكسر الميم، فعلى الأول محله رفع؛ لأنه خبر، وعلى الثاني هو نعتٌ لاسم محذوف، أي: عليهم شَيءٌ عَمٍ.

  · اللغة: الذِّكْر: يكون بالقلب، ويكون باللسان، وسمي الكتاب ذكرًا؛ لأنه يذكر فيه الدلائل والأحكام والمواعظ.

  والأعجمي: الذي لا يفصح، يقال: رجل أعجمي وإن كان عربيًّا في النسب، ورجل عجمي، إذا كان عجمي النسبة، وإن كان فصيحًا بالعربية.

  والوَقْرُ: الثفل في الأذن.

  · الإعراب: يقال: أين جواب قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوْا