قوله تعالى: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز 41 لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد 42 ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم 43 ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد 44 ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب 45}
  قيل: محذوف، وتقديره: لما جاءهم كفروا.
  ويحكى أن عيسى بن عمر سأل عمرو بن عبيد «إنَّ الَّذِينَ كفَرُوا» أين خبره؟
  فقال: معناه: في التفسير لما جاءهم كفروا به، فقال: أصبت يا أبا عثمان.
  وقيل: مذكور، وهو قوله: {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}.
  وقيل: جوابه في قوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} تقديره: إن الذي جاءهم كتاب عزيز.
  وقيل: تقديره خابوا وهلكوا، فحذف.
  · النزول: قيل: إن المشركين قالوا: إنما يعلمه لسان أبو فُكيْهَةَ، غلام ابن الحضرمي، وكان يهوديًّا أعجميًّا، فمر به ابن الحضرمي، وقال: إنك تعلم محمدًا؟ فقال: بل هو يعلمني، فأنزل الله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا}، عن مقاتل.
  وقيل: قال المشركون: هلَّا أنزل القرآن بعضه عربيًّا، وبعضه عجميًّا، فنزلت الآية، عن سعيد بن جبير.
  · المعنى: ثم رد عليهم إلحادهم في آيات الله تعالى، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ كفَرُوا بِالذِّكْرِ» قيل: بالقرآن أشار إلى أنه نعمة عليهم؛ لما فيه من معالم دينهم ثم كفروا به «لَمَّا جَاءَهُمْ» أي: حين جاءهم «وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ» قيل: كريم على الله، عن