التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد 46 إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد 47 وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص 48 لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط 49 ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ 50}

صفحة 6208 - الجزء 9

  مفرد جمعه أكمة وهو ما يوضع على الفم، وتكمكم الرجل في ثوبه: إذا تلفف به.

  والأذان: الإعلام.

  والمَحِيصُ: المعدل والمنجى، حاص حَيْصًا وحياصًا: إذا مال، ملجأ، وحاص عنه: تنحى.

  وسَئِمَ يَسْأمُ سَأْمًا وسآمة: إذا مَلَّ.

  · الإعراب: «من ثمرة» قيل: (من) صِلَة.

  · النزول: قيل: إن المشركين قالوا لرسول الله ÷ إن كنت نبيًّا فأخبرنا عن الساعة؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

  · المعنى: ثم أكد الحجة، فقال سبحانه: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا» يعني النفع والضر فيما يفعله كل واحد لا يعود إلى غيره؛ بل يكون جزاؤه له، فإن أجبتم فنفعه يعود عليكم، وإن أبيتم فضره كذلك، وهذا كلام لمن يقبل وعظه، ووعيد لمن لا يقبل «وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ» لا يبخس المحسن من ثوابه، ولا يزيد المسيء على ما استحق.

  ومتى قيل: لِمَ قال «ظلّام» على المبالغة، وهو لا يظلم مثقال ذرة؟